-A +A
علي بن سعد الزامل
لقد اصطفى الله نبينا محمدا عليه الصلاة والسلام ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين يقينا أنه ليس كسائر البشر ( لا ينطق عن الهوى) مؤسف أن أمته تساهـم من حيث لا تدري ولا تستبطن بالمساس به بوصفنا (نستفـز ) من الأفعال المشينة التي تزعم (عبثا) التطاول على نبينا وقبل أن ينبري أحدهم ممتعضا أقول لا يوجد مسلم لم يتلظ حرقة من ذلك الفيلم القميء لكن أنا أتحدث عن الاستجابة وردة الفعل التي يجب أن تكون أكثر تعقلا بل وأكثر حبا وتبجيلا لنبينا عليه الصلاة والسلام فالغوغائية وحرق السفارات وقتل الأبرياء لن تطفئ نيران غضبنا وفي الآن نفسه لن توقف مد الإساءات بل تزداد وتيرتها لأنهم أيقنوا أننا أمة من السهولة بمكان استفزازها واستثارة مشاعرها بل والتحكم في بوصلتها وفي السياق أيقنوا أنهم بمقدورهم الإساءة فعليا وهذا ما لا ينبغي أن يستشعروه قيد أنملة فالنبي عليه الصلاة والسلام نربأ أن يضار من هؤلاء فكأننا بهذا الفعل نقول لهم لقد مسستم نبينا وقدوتنا وحبيبنا.. ما يجب أن يعرفه الجميع أننا مهما أشعلنا من الحرائق لن نستطيع أن نئِد تلك الإساءات لأنها تتغذى وإن شئت تتغول من استفزازاتنا وغضبنا فكلما تمكنوا من استفزازنا كلما ازدادت ضراوة الإساءة واتسعت رقعتها لاسيما أن وسائل الاتصال بتقانتها وتحررها في متناول الجميع فأي (سقيم) وربما مراهق وفي أي بلد بوسعه أن يسيء كيفما اتفق هل نحارب الدولة لأن مواطنها أساء لديننا أو لنبينا؟ هذه ليست دعوة لعدم الاكتراث والصمت المطبق فذاك خزي وعار علينا إن فعلنا لكن ليست بالطرق الآنفة التي تؤلب علينا الشعوب الأخرى وتنفرهم من ديننا السمح وتزيد من وتيرة من تسول لهم أنفسهم بالمساس والإساءة دون الحديث عن الذين يستفيدون من أوار تلك الأحداث لإشعال فتائل الفتن وتأليب الشعوب علينا فتلكم هي الإساءة عينها.. ردة الفعل يجب أن تكون مؤسسة بادئ ذي بدء على تبجيل النبي وهو المبجل والمنزه أصلا وذلك من خلال وسائل الإعلام بأنه عليه الصلاة والسلام لا يمكن بحال المساس به بفيلم أو مقطع عدمي وهذا دور الدعاة والوعاظ والعقلاء أن هذه الاستجابة ستجعل من لا يعرفون نبينا يقرؤون سيرته العطرة. واستطرادا فإن ديننا وتعاليمه الضافية وبهذا المعطى نكون قد جيرنا الفعل المشين لجهة الدعوة لديننا الحنيف والتعريف بالرسول. بقي القول يجب أن نتيقن جيدا نحن معاشر المسلمين قبل غيرنا أن الله كرم واصطفى نبينا محمد على الناس أجمعين فكيف بأن يسيء إليه و(باعترافنا!) حثالة من البشر!. فمن العبث مجرد الاعتقاد بذلك، فهذا ما يتعين علينا تكريسه وتدبيجه في مختلف وسائل الإعلام ولا مناص خصوصا إذا علمنا أن جل الدول الغربية لن تغير موقفها من حرية الرأي إن لم نقل ترجحه على حماية العقائد والمقدسات.. قبل الختام لا يفوتني القول أن التؤدة والتسامح من جملة مكارم الأخلاق التي توسلها نبينا مع ألد أعدائه فالسِير كثيرة تدلل أكثر ما تدلل على حلمه، وليس أفضل مما نصح به الخليفة عمر بن الخطاب المسلمين بعد أن علم أن كفار قريش كانوا يقولون قصائد تذم الرسول عليه الصلاة والسلام بقوله «أميتوا الباطل بالسكوت عنه».
zamilonline@gmail.com